كُلُّ مَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ » .
رواه البخاري، رقم (6021)، ومسلم، رقم (2375) .
شرح المفردات :
" معروف " :
المعروف في اصطلاح الشارع ما عرف حسنه بالشرع، وبإزائه المنكر وهو ما أنكره و حرمه كذا قال القاضي ،
و قال الراغب : المعروف اسم لكل ما عُرف حسنه بالشرع و العقل معا .
" صدقة " : أي له حكمها في الثواب .
فتح الباري لابن حجر (10 / 448)، شرح النووي على مسلم - (7 / 91).
من فوائد الحديث :
1- الحث على فعل الخير مهما أمكن ، و أنه لا ينبغي للمسلم أن يحتقر شيئا من المعروف .
2- قال الماوردي: المعروف نوعان : قول ، و عمل ؛
فالقول : طيب الكلام و حسن البشر ، و التودد بجميل القول ، و الباعث عليه حسن الخلق و رقة الطبع ،
و العمل : بذل الجاه، والإسعاف بالنفس، والمعونة في النائبة ، والباعث عليه حب الخير للناس وإيثار الصلاح لهم ،
و هذه الأمور تعود بنفعين نفع على فاعلها في اكتساب الأجر وجميل الذكر، ونفع على المعان بها في التخفيف والمساعدة فلذلك سماه هنا صدقة .
أدب الدنيا والدين(1/247) مختصراً .
3- يسر الشريعة و استيعابها للناس كافة ؛
ففعل المعروف وتحصيل الثواب لا يختص بأهل اليسار بل كل مسلم قادر على أن يفعل أنواعاً من المعروف ؛
من ذكر وتسبيح ودعاء، ونصيحة، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإرشاد ضال ، ومواساة محزون إلى غير ذلك من صنوف المعروف .
4- على المسلم أن يجتهد في فعل المعروف مما يستطيعه ولا يشق عليه، فبفعل المعروف يطيب عيشه، وتطمئن نفسه، وتتوثق صلته بمن حوله ، مع ماله إن صلحت نيته من الأجر الجزيل والثواب العظيم .
فتح الباري لابن حجر (9/ 31).