يــــوم الخنـــدق .. ايات ومعجزات .. ومشاركة الحبيب ﷺ اصحابه في العمل :
كان النبى ﷺ قد سمع بتحركات اليهود وتحزيبهم الأحزاب لقتاله (فداه أبى وأمى) فاستشار رجاله . فاقترح سلمان الفارسى حفر خندق حول جبل سلع , ووجوههم إلى الخندق , فيمنعون كل مقتحم للخندق يريد الوصول إليهم . وأن يوضع النساء والأطفال فى حصون المدينة وآطامها , فاجتمعت الكلمة على حفر الخندق , وأخذ المسلمون يحفرون ومعهم نبيهم ﷺ يحفر معهم . وقد وزع الحفر عليهم , فجعل لكل عشرة أنفار أربعين ذراعاً . واشتغلت الفؤوس والمساحى فى الحفر , والرجال فى نقل التراب وإبعاده , وكان بين الذين ينقلون التراب الحبيب ﷺ , حتى علا جلده الطيب الطاهر , وكان ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - تشجيعاً لهم على العمل ومواصلته , حتى إنه كان إذ تقاولوا يقول معهم . فقد كانوا يرتجزون برجل من المسلمين يقال له جعيل وسماه النبى ﷺ عمراً فيقولون :
سماه من بعد جعيل عمراً . فيقول ﷺ : "عمراً"
وإذا قالوا : وكان للبائس يوماً ظهراً . يقول هو: "ظهراً"
ولما رأى ﷺ ما بهم من التعب والجوع قال : "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ؛ فاغفر للأنصار والمهاجرة ".
فقالوا هم مجيبين له :
نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً
وكان ﷺ ينقل التراب معهم ويردد قول عبد الله بن رواحة :
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينةً علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا