من الأدعية النبوية الثابتة ، قد روى أحمد (17155) والترمذي (3407) والنسائي (1304) عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَقُولَ :
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَ أَسْأَلُكَ عَزِيمَةَ الرُّشْدِ ، وَ أَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَ أَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا ، وَ قَلْبًا سَلِيمًا ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " .
والحديث صححه الألباني في السلسة الصحيحة رقم 3228 وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
وهو عند أحمد بلفظ : " إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ : الْكَلِمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ..."
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ " : أَيْ الدَّوَامَ عَلَى الدِّينِ وَلُزُومَ الِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهِ .
" وَأَسْأَلُك عَزِيمَةَ الرُّشْدِ " : هِيَ الْجِدُّ فِي الْأَمْرِ بِحَيْثُ يُنْجَزُ كُلُّ مَا هُوَ رُشْدٌ مِنْ أُمُورِهِ , وَالرُّشْدُ هُوَ الصَّلَاحُ وَالْفَلَاحُ وَالصَّوَابُ .
" وَأَسْأَلُك شُكْرَ نِعْمَتِك " : أَيْ التَّوفيقَ لِشُكْرِ إِنْعَامِك .
" وَحُسْنَ عِبَادَتِك " : أَيْ إِيقَاعَهَا عَلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ الْمَرَضِيِّ .
" وَأَسْأَلُك لِسَانًا صَادِقًا " : أَيْ مَحْفُوظًا مِنْ الْكَذِبِ .
" وَقَلْبًا سَلِيمًا " : أَيْ عَنْ عَقَائِدَ فَاسِدَةٍ وَعَنْ الشَّهَوَاتِ .
" أَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ " : أَيْ مَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَلَا أَعْلَمُهُ أَنَا .
وهذا سؤال جامع للاستعاذة من كل شر ، وطلب كل خير ، وختم هذا الدعاء الذي هو من جوامع الكلم بالاستغفار الذي عليه المعول والمدار ، فقال : " وَأَسْتَغْفِرُك مِمَّا تَعْلَمُ إِنَّك أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ " .
[i]