قَالَ صلي الله عليه وسلم
" إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال "
هذا الحديث في الصحيحين ،
فقوله: {إن الله كره لكم ثلاثاً} أي: ثلاث خصال كرهها الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى،
والمؤمن إذا علم أن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى كره شيئاً فإن عليه أن يجتنبه، لأن هذا الأمر
هو مما لم يشرعه الله بل نهى عنه وشرع ضده، وقوله: {كره لكم ثلاثاً: قيل وقال}.
ولكن واقع أكثر الْمُسْلِمِينَ اليوم أنهم مشتغلون بالقيل والقال من حق أو
باطل، ويفسر ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وهل يكب النَّاس في النَّار
عَلَى مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم} ، فهذا هو القيل والقال.
{وكثرة السؤال} إن كَانَ السؤال المراد به السؤال في الدين أو في العلم، فما أكثره، وإن كَانَ النهي عن كثرة السؤال في طلب الناس، في أمرٍ من أمور الدنيا، فهذا أيضاً واقع.
{وإضاعة المال} وهذا أيضاً واقع، فما أكثر المبذرين، وما أكثر المضيعين
للأموال فيما لا ينفعهم، فعلى أي حال من الأحوال فهذه التي كرهها الله
تَبَارَكَ وَتَعَالَى واقعة بين الناس،
ومع ذلك فالله تَعَالَى يكرهها، وقد شاءها وقدرها كوناً، ولكنه يكرهها ولا يرضاها شرعاً، ثُمَّ ذكر الحديث الذي رواه الإمام أَحْمَد في المسند ، أن النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته} .