أعظم رغبات الإنسان
كثيرٌ من الناس يخشع في السجود وتدمع عينه عند تلاوة القرآن، لكنه لا يستطيع أن يتصوَّر ما يحرك قلبه للخشــوع في الركــوع ..
ولو فَهِم الواحد منَّــا مدى عظمة الركــوع، لعَرِفَ مذاقهُ ..
وكل إنسانٍ لديه رغبــات وحاجــات يومية لابد أن يشبعها .. فمنهم من يحب الجلوس مع أسرته لفترات ومنهم من يحتــاج إلى أن يجلس وحيدًا أحيــانًا، والبعض الآخر يحتــاج لمن يهتم به ويُشعره بأنه محبوب .. وإذا لم يُشبِع الإنسان رغبته في يومٍ من الأيـــام، يجد نفسه متوترًا ومنزعجًا ويغضب لأتفه الأسبـــاب ..
أتدري ما هي أعظم رغبة تحتاجها روحك؟
إنها العبـــادة؛ أعطش حاجةٍ لديــــك ..
فكما أن للإنسان رغبة في التعزز بمنصب أو سلطان، فإن بداخله رغبة أخرى للتذلل إلى من يحب .. ولكن الناس يأنفون من عبادة بعضهم لبعض؛ لذلك صرفوا حاجتهم إلى العبادة إلى ما حولهم من المخلوقـــات ..
ولقد عبَّد الناس على مدى الأزمـــان أعجب الأشيــاء؛ ليشبعوا تلك الرغبـــة .. فهناك من يعبُد المــاء أو الأصنــام وحتى الأفاعي عبدوها، يبذلون الجهد والتضحيــات ويخشعون ويخضعون لعبادة أشيـــاء ما أنزل الله بها من سلطان .. كل ذلك من أجل إشبــاع رغبــة العبــادة في نفوسهم.
ولن يشبع أحدٌ من تلك الرغبة إلا بعبادة الله الواحد القهَّار، ولن يرتوي عطشه إلا بالصلاة الحقِّ لله الواحد الأحد ..
وأنت أخي الكريـــم، يــــا من مَنَّ الله عزَّ وجلَّ عليك بنعمة الإسلام والتوحيـــد ..
تحتـــاج لإشبـــاع رغبتك من العبــادة، والركــوع يُشْبِع تلك الرغبــة؛ لأن فيه تذلل عجيــب لله ربِّ العالمين ..
تابعونا في المقالة القادمة إن شاء الله؛ لنعرف كيف نتلذذ بالركوع،،
الشيخ مشاري الخراز