السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السائل :
ما هو القرين ؟ وهل يرافق الميت حتى قبره ؟ هل هناك شيطان مُسلَّط على الإنسان ، وبماذا يأمره وينهاه ؟ كيف أنجو من نَزَغات الشيطان ؟ ما هو المُراد بنزغ الشيطان ؟
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - يُجيب :
القرين هو شيطانٌ مُسلَّط على الإنسان بإذن الله عزَّ وجلّ ، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف ،
كما قال الله عزَّ وجلّ : { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ } [ البقرة : 268 ]
ولكن إذا منَّ الله على العبد بقلبٍ سليم صادق مُتَّجه لله عزَّ وجلّ ، مُريد للآخرة مُؤثر الله على الدنيا ؛ فإن الله يُعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائِه ، ولذلك ينبغي على الإنسان كلما نَزَغه من الشيطان نزغٌ فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، كما أمر الله ، قال الله تعالى :
{ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ الأعراف : 200 ]
والمُراد بنزغ الشيطان أن يأمرك بترك الطاعة أو يأمرك بفعل المعصية ، فإذا أحسست من نفسك الميلَ إلى ترك الطاعة فهذا من الشيطان ، أو الميلَ إلى فعل المعصية فهذا من الشيطان ، فبادر بالاستعاذة بالله منه ؛ يُعذكَ الله عزَّ وجلّ .
وأمّا كونه " أي هذا القرين " يمتدُ إلى أن يكون مع الإنسان في قبره ، فلا
فالظاهر والله أعلم أنه بموت الإنسان يُفارقُه ؛ لأن مهمته التي كان مُسخَّراً لها قد انتهت ، إذ أن الإنسان إذا مات انقطع عمَلُه كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من ثلاث : صدقةٍ جارية أو علم يُنتفع بهِ أو ولدٍ صالحٍ يدعو له .