لماذا تنوع لفظ الإرادة في قصة الخضر مع موسى عليه السلام عندما شرح له أسرار الأفعال الغريبة التي قام بها فقال مرة (أردت) ومرة (أردنا) ومرة (أرد ربك) مع أنه هو الذي فعل كل شيئ ؟
الجواب:
قال الخضر عن السفينة التي خرقها (فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا). وقال عن الغلام الذي قتله (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما)، ثم قال عن الجدار الذي بناه بعد أن كاد ينهدم (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك).
وهذا كله من حسن أدب الخضر مع الله تعالى حيث قال في المرة الأولى (فأردت) وفي الثانية (فأردنا) وفي الثالثة ( (فأراد ربك)، لأن الأول في الظاهر إفساد محض وهو خرق سفينة المساكين فأسنده إلى نفسه، والثالث إنعام محض وهو بناء الجدار بلا مقابل فأسنده إلى الله عز وجل والثاني إفساد من حيث القتل إنعام من حيث التأويل فأسنده إلى نفسه وإلى الله عز وجل، فكأنه قال: أردتُ أنا القتل وأراد الله سلامتهما من الكفر وإبدالهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما.
وهذه من عجائب دقة اللفظ القرآني