بسم الله الرحمن الرحيم
·
· فصل : المؤمن هو من إذااشتد البلاء زاد إيماناً
ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبارات صورة ، و يتجنب المحظورات فحسب .
إنما المؤمن هو الكامل الإيمان ، لا يختلج في قلبه اعتراض ، و لا يساكن نفسه فيما يجري و سوسة .
و كلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه .
و قد يدعو فلا يرى للإجابة أثراً ، و سره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك و له مالك يتصرف بمقتضى إرادته .
فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة ، كما جرى لإبليس .
و الإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء .
فأما إذا رأينا مثل يحيى بن زكريا تسلط عليه فاجر فيأمر بذبحه فيذبح و ربما اختلج في الطبع أن يقول فهلا ردعنه من جعله نبياً ؟ .
و كذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء و المؤمنين و ما وقع رد عنهم ، فإن هجس بالكفر أن القدرة تعجز عن الرد عنهم كان كفراً .
و إن علم أن القدرة متمكنة من الرد و ما ردت و يجوع المؤمن و يشبع الكفار ، و يعافي العصاة . و يمرض المتقين ، لم يبق إلا التسليم للمالك و إن أمض و أرمض .
و قد ذهب يوسف بن يعقوب عليهما السلام فبكى يعقوب ثمانين سنة ثم لم ييأس، فلما ذهب ابنه الآخر قال : عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً .
و قد دعا موسى عليه السلام على فرعون ، فأجيب بعد أربعين سنة .
و كان يذبح الأنبياء و لا ترده القدرة القديمة العظيمة ، و صلب السحرة ، و قطع أيديهم .
و كم من بلية نزلت بمعظم القدر ، فلما زاده ذلك إلا تسليماً و رضى فهناك يبين معنى قوله : و رضوا عنه
و ههنا يظهر قدر قوة الإيمان لا في ركعات .
قال الحسن البصري : [ استوى الناس في العافية ، فإذا نزل البلاء تباينوا ] .
مقطع من كتاب (صيد الخاطر)- الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=1016الرجاء التحقق من الأحاديث الواردة في الكتاب وذلك في المواقع مثل موقع الشيخ الألباني
http://www.alalbany.net/إكتب في اليوتيوب النقي
http://www.naqatube.com/ كلمة ( مدرسة الحياة) وهي دروس للشيخ أبو إسحاق الحويني يشرح فيها من صيد الخاطر لإبن الجوزي . وأفتح الرابط:-
http://www.naqatube.com/search_result.php?search_id=%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8% B3%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9