فضل مجالس الذكر:
مجالس الذكر أفضل المجالس وأزكاها وأشرفها وأنفعها:
فهي رياض الجنة في الدنيا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: ((حلق الذكر).
وهي مجالس الملائكة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر...)، وفي رواية مسلم: (إن لله ملائكة سيارة فُضُلا يتتبعون مجالس الذكر...).
وإن الله عز وجل يباهي بمجالس الذكر ملائكته كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلّ عنه حديثا مني، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم؟) قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ به علينا، قال: (آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟) قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: (أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة).
ومجالس الذكر سبب لنزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر، فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده)