سئلة في الإعجاز - هل أشار القرآن إلى الخلايا العصبية في الجلد؟
هل أشار القرآن إلى الخلايا العصبية في الجلد؟
عندما تطور علم الطب تدفقت الحقائق العلمية الطبية على مدى القرن العشرين، وأصبحت المعلومات الطبية في ازدياد مستمر حتى يومنا هذا. وقد درس الأطباء الآلية التي يتم بواسطتها الإحساس بالألم، فماذا وجدوا؟
لقد تبين بنتيجة التجارب أن جلد الإنسان هو المسؤول عن الإحساس بالحرارة والبرودة. فمراكز الإحساس بالحرارة تتوضع في طبقات الجلد. فإذا ما نُزِع الجلد لم يعُد الجسم يحسّ بالألم. وكما نعلم فإن من أشدّ أنواع الألم هو ألم الحروق، وذلك لأن مراكز وأعصاب الإحساس بالحرارة تتأثر مباشرة بهذه الحروق وباستمرار.
ومن الناحية الطبية فإن أعظم أنواع العذاب والألم التي يمكن أن يذوقها الإنسان عندما يحترق جلده ثم يُترك ليُبدَّل هذا الجلد ثم يحترق مرة أخرى وهكذا.
في كتاب الله عز وجل وصف دقيق لهذه الآلية من العذاب لأولئك الذين كفروا بآيات الله ولم يقيموا وزناً لكتابه، يقول عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيمًا) [النساء: 56].
إن الهدف من تبديل هذه الجلود هو مزيد من العذاب، وهذه الحقيقة ثابتة طبياً، إذن: أيها المشكك بكلام خالقك ورازقك سبحانه وتعالى، ألا تخشى من عذاب الله؟ ألم يحن لقلبك أن يخشع أمام هذه الآية؟
بقي أن نشير إلى حقيقة ثابتة تضمنتها الآية الكريمة وهي الألم الناتج عن تبديل الجلد، فهذه العملية مؤلمة جداً، بل ألمها قد يكون أعظم من ألم الحرق نفسه ! وهذا الشيء نحسُّ به عندما نتعرض لحرق في منطقة ما من الجلد فنجد أن ألم الحرق قد يستمر لبضع ساعات ثم تأتي بعد ذلك عملية تبديل الجلد المحروق بجلد جديد والتي تسبب آلاماً فظيعة للإنسان حسب مساحة وعمق الحرق.