المرحلة الأولى من الفتور
الفتور في العبادات وعدم حضور القلب في الطاعات وتوقف النمو الإيماني
هذه المرحلة خطيرة بلا شك
وهي واردة عارضة لا بد منها في حياة المؤمن في فترات حياته يشير إليها قول الله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" الأعراف: 201
فالشيطان يطوف بالعبد دومًا لا يدري من أين يدخل عليه فإذا وجد من العبد فتورًا أو غفلة هجم عليه مغتنمًا هذه الفرصة فيصير العبد وكأنه هوى من عَلٍ إلى سفل وحين يرتطم القلب بهذه الوهدة فأحد أمرين:
*إما أن يُفيق وينتبه ويبدأ في الإرتفاع
*وإما أن يغمى عليه فيستمر في التردي والنزول
والتوقف في حياة الإيمان لا يمكن أن يكون
فالعبد إما في زيادة وإما في نقصان
ومن لم يكن في زيادة فهو في نقصان بلا شك
والنقصان لا يتوقف عند حد أيضًا فالنزول سهل فإذا أصاب العبد الفتور فهو يقرأ القرآن بلا تدبر
فإذا قرأه بلا تدبر فقد لذة القرآن
فإذا فقد اللذة غاب القلب
فصارت عبادته عادات روتينية يؤديها بلا قلب
فسهل التوقف والترك وأخطر ما في الأمر عدم الإحساس بالفقد.
إذا وقف في الصلاة لم يستمتع ولم يستشعر لذة الوقوف بين يدي الرب جل جلاله.
إذا ذكر الله لم يَعِش الذكر ويستشعر "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " البقرة: 152
فيعْشُ عن ذكر الرحمن فَيُقَيَّض له الشيطان فيصير قرينه.
وهكذا
إذا صام فليس له من المعاني ولا المشاعر ولا التأثير إلا الجوع والعطش.
وإذا قام وإذا تصدق وإذا حضر مجلس علم وإذا دعا إلى الله وإذا ... وإذا ... وإذا ...
وهكذا تفقد أعماله روحها.
والواجب على العبد في هذه المرحلة عدم السكوت بل المدافعة والمجاهدة لما يجد
وصدق اللجوء إلى الله في أن يعافيه مما هو فيه
وأن يرد عليه إيمانه
وأن يجاهد في زيادة الإيمان بزيادة الطاعات
وأن يحتمي بصحبة إيمانية تذكره بالله وتشغله بما يزيد إيمانه وطاعاته وتهتف به.
إلى الهدى ائتنا